-A +A
وديان قطان (واشنطن)
okaz_online@

أكد نائب رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير سعود الكاتب، لـ«عكاظ»، أن السعودية سعت لتصحيح الصورة المغلوطة عن موقفها تجاه الأزمة اليمنية عبر التواصل مع مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية والفكر في عدد من العواصم العالمية، وقامت وزارة الخارجية بتنظيم عدد من ورش العمل وكانت بداية انطلاقتها بمدينة واشنطن، على أن تكون الوجهات القادمة في برلين وباريس ولندن وستوكهولم.


وأشار الكاتب إلى أن ورش العمل بالتنسيق والتعاون مع عدد من مراكز الأبحاث المحلية والعالمية استطاعت إيصال الصورة الحقيقية للمملكة وتوضيح مواقفها في الأزمة اليمنية، سواء من ناحية المساعدات الإنسانية والإغاثية، أو الأسباب الأساسية التي أجبرت المملكة للتدخل عسكريا في اليمن، موضحا أن هناك حملات ضد المملكة أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية ترمي عن قصد إلى تشويه موقف المملكة على عدة أصعدة بشكل بعيد عن المصداقية.

وذكَّر الكاتب بمحاولات الحوثي الأخيرة لتصوير الوضع اليمني على أنه أشبه بمجاعة، رغم أنه هو المتسبب الأول في الإضرار بالشعب اليمني بعد سيطرته على محافظة الحديدة ومينائها البحري، إضافة إلى عدد من الموانئ الأخرى في اليمن، ما يمنع وصول المعونات الغذائية والدوائية إلى الشعب اليمني المتضرر.

وشدد الكاتب على ضرورة إيضاح الصورة الحقيقية للنخب الأمريكية للتأثير على الرأي العام السائد والرد على المواقف الإعلامية السلبية الأخيرة حول موقف دول التحالف مع الأزمة اليمنية، سواء كان على الصعيد السياسي أوالعسكري.

وفي السياق ذاته، أكد الباحث السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد روتشيز أن المجتمع الأمريكي مهتم بشؤون الشرق الأوسط بشكل عام والسعودية بشكل خاص، لأن السعودية تعد حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن بعيد وتقود حربا لإعادة الشرعية في اليمن، مشيرا إلى أنه على اطلاع مستمر بجميع النشاطات وورش العمل التي تقام بخصوص النزاع اليمني تحديدا، كونه يرغب في الحصول على الحقائق بعيدا عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الذي يرى أنها لا تستطيع إيصال الصورة الحقيقية حول بعض المسائل السياسية خصوصا، تلك التي تتعلق بالجزء الأمني والعسكري والدفاعي.

وقال روتشيز: إن المجتمع الأمريكي لا بد أن يعرف أن التدخل السعودي كان هدفه حماية الحدود من الجماعات الإرهابية المتطرفة، والمحافظة على الشرعية في اليمن، وأنه منذ اندلاع الثورة اليمنية قبل خمسة أعوام هناك رفض تام وعدم جدية من الحوثيين في التفاوض للوصول إلى حلول مشتركة وسلمية كان من شأنها تجنيب الشعب اليمني الحرب والدماء، إضافة إلى الدور السلبي لإيران في اليمن. وأضاف روتشيز أن هناك جهودا ملموسة، أخيرا، من المسؤولين في المملكة لإيضاح الحقائق، خصوصا تلك المتعلقة بالملف اليمني، وإعادة الإعمار، ومحاربة الإرهاب، وكيفية إنهاء الصراع، وحماية شعب اليمن وممتلكاته من المجموعات المتطرفة، مشيدا بالزيارات الرسمية الأخيرة لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تلقى اهتماما واضحا من الباحثين بالشأن السياسي والعسكري والمهتمين بالعلاقات الأمريكية السعودية.

من جهته، قال سفير خادم الحرمين الشريفين في اليمن محمد آل جابر، لـ«عكاظ»: إن تنظيم «القاعدة» لديه عقيدة في قتل كل من يعارضه، ويتفق بذلك مع إيران، مشيرا إلى أن هناك قوانين للحرب والسلم معترف بها في المجتمع الدولي، غير أن إيران لا تتبع أي قوانين دولية، وهذا الأمر أصبح شديد الوضوح منذ زمن على أرض الواقع، في البحرين، والعراق، وغيرهما من الدول.

وأضاف: تنظيم القاعدة استهدف المملكة واليمن، ولكن القاعدة لم تهاجم إيران مطلقا «فالابن لا يهاجم أمه»، وأكد أن السعودية مازالت مصرة على إيصال المواطنين اليمنيين إلى بر الأمان، متوقعا بأن الخيار العسكري كان أداة مؤقتة، إذ إن المملكة تعمل على العودة إلى طاولة الحوار ووقف إطلاق النار ولذلك هناك تواصل مستمر من السلطات السعودية مع جميع الأطراف والأحزاب السياسية.

وأكد المسؤول في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منصور العيد أن السعودية تواصل تقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين وقادرة على تقديم كل ما يحتاجه الشعب اليمني من مساعدات طبية وغذائية، مشيرا إلى أن هناك خطة إستراتيجية لعام ٢٠١٧، إضافة إلى خطط مستقبلية أخرى، من أجل إنقاذ الوضع الإنساني الحاصل في اليمن.